صدور رواية "سد من سكر" لموحى الصواك-محمد حجاجي – الرباط - المغرب
طنجة/الأدبية، الجريدة الثقافية لكل العرب. ملف الصحافة 02/2004. الإيداع القانوني 0024/2004. الترقيم الدولي 8179-1114 

 
إصدارات

صدور رواية "سد من سكر" لموحى الصواك

صدرت بالرباط، للكاتب المغربي باللغة الفرنسية، موحى صواك، رواية جديدة تحمل عنوان "سد من سكر" (1)، عن دار مرسم، في 148 صفحة من القطع المتوسط (طبعة أولى 2011  ) وتتكون من 43 فصلا مرقمة بدون عناوين .
على ظهر غلافها نقرأ:
"لقد شكل بناء سدّ على وادي زيز، بجهة تافيلالت، خلال سنوات الستين، مناسبة للكشف عن أشخاص أشداء أحيانا، وذوي رقة ولين أحيانا أخرى، في مواجهة طبيعة قاسية .
في هذا السياق، يتحرك كريم، المهندس الشاب، المفعم بالأمل، والذي اعتقد في مستقبل أفضلَ زاهر . فمواجهة صلابة الصخر، وقساوة المناخ، كانت بالنسبة له، أيسر من مواجهة جشع وغطرسة رؤسائه ."

الواقع أن الرواية ترسم صورة قاتمة عن فترة حاسمة من تاريخ مدينة قصر السوق والإقليم ومغرب الستينيات وبداية السبعينيات، بشكل عام، الفترة التي بُنيَ فيها سد الحسن الداخل على نهر زيز، وساهم كل المغاربة في مجهود البناء عن طريق الزيادة في ثمن السكر، كما هو معلوم .
والحقيقة أن حدث تشييد السد، وحكاية المهندس الشاب كريم، ليسا سوى ذريعة لتعرية العديد من الأدواء والأسقام التي تنخر جسد المجتمع المغربي، بواقعية مرآوية فاضحة لا تستنكف من تسمية الأشياء بمسمياتها الجارحة، أدواء مثل:
ـ السلطوية واستغلال النفوذ على جميع الأصعدة (السلطات والمنتخبون والعسكريون والموظفون السامون وغير السامين...) ـ فبركة الملفات وتلفيق التهم وتزييف الحقائق...
ـ الرشوة والفساد، واللهاث وراء الاغتناء السريع بطرق غير مشروعة، وتملق ذوي النفوذ (سيارة المصلحة التي تتَنقل من قصر السوق في اتجاه الرباط محملة بالتمور والحناء والعسل والكمون... ـ فرض العامل لإتاوات على القواد الذين يعملون تحت إمرته ثم جمعها وإرسالها إلى وزير الداخلية.)
ـ التلاعب في توزيع البقع الأرضية والدور في تجزئات وقرى تعويض مَن تهدمت منازلهم بفعل الفيضان .
ـ اختلاس المال العام، وتحويل مواد البناء والتجهيز للاستعمال الشخصي واستغلال المستخدمين والعمال في المآرب الخاصة...
ـ التلاعب بمصالح المواطنين (تأخير تسديد مستحقات العمال، والتلاعب ببطائق العمل مما يضطر أصحابها إلى بيعها، تحت الحاجة، بأقل من قيمتها الحقيقية، بتواطؤ بين المصالح المعنية ومشتري البطائق... مع إصدار بطاقات لعمال أشباح يستفيد منها المعنيون بتلك المصالح .
ـ ملاحقة النزهاء (على قلتهم) وإغراؤهم وحملهم على مجاراة المفسدين، بالترغيب أحيانا، والترهيب أحيانا أخرى، لأنهم يمثلون " حبات الرمل التي تعوق حركة ماكنة الفساد" .
ـ التلاعب بالصفقات العمومية .
ـ الغش في الأشغال ومواد البناء .
ـ بعض مظاهر التخلف والانحراف: الاعتقاد في الخرافة والبركة، العنصرية، التذرع بالصيام لعدم العمل، السكْر والدعارة (الوزيرالذي طمع في مراودة ملكة جمال التمور بأرفود عن نفسها...).
ولا تنسى الرواية، وهي تعري مثل هذه الأسقام أن تربطها بسياقاتها الوطنية والإقليمية والدولية: سياسة السدود، المحاولة الانقلابية العسكرية الأولى، الحركة الطلابية وبعض شرارات سنوات الجمر، الصراع العربي الإسرائيلي ونكسة يونيو 1967 وتأثير ذلك على يهود قصر السوق، حرب الفيتنام، غزو الفضاء والمشي على سطح القمر لأول مرة، وتشكيك الكثيرين فيه...

والرواية وهي تعري مثل الأدواء السالفة وغيرها، هل هي توثق لمرحلة ما من تاريخ المنطقة والمغرب، أم أنها، في الواقع، تروم دق ناقوس الخطر والتحذير من مغبة استمرارها (الأدواء والأسقام) في واقعنا الحالي؟؟
ــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
1.    Un barrage de sucre, Moha Souag,Edition: Marsam, Rabat, 2011



 
  محمد حجاجي – الرباط - المغرب (2011-08-10)
Partager

تعليقات:
أضف تعليقك :
*الإسم :
*البلد :
البريد الإلكتروني :
*تعليق
:
 
 
الخانات * إجبارية
 
   
   
مواضيع ذات صلة

صدور رواية

متابعات  |   ناصية القول  |   مقالات  |   سينما  |   تشكيل  |   مسرح  |   موسيقى  |   كاريكاتير  |   قصة/نصوص  |   شعر 
  زجل  |   إصدارات  |   إتصل بنا   |   PDF   |   الفهرس

2009 © جميع الحقوق محفوظة - طنجة الأدبية
Conception : Linam Solution Partenaire : chafona, sahafat-alyawm, cinephilia